وهناك نمط مهم واحد من أنماط الأشكال الأرضية في الصحاري ، يمكن اعتباره حصيلة لتعرية الرياح . انه المنخفض المغلق ، الذي يمثل ظاهرة لكل الأراضي الجافة والذي يتفاوت في مساحته تفاوتا كبيرا . فلقد لا تتعدى مساحته بضعة أمتار مربعة في بعض الصحاري ، بينما تصل بضع عشرات أو مئات من الكيلو مترات في تجاويف بانج كيانج Pang Kiang في صحراء منغوليا ، بل أن منخفض القطارة في صحراء مصر الغربية ، والذي يرجع البعض تشكيله لفعل الرياح وحدها أيضا ، تزيد مساحته عن 51000 كيلو مترا مربعا (عرضه 160 كيلو مترا ، وطوله 320 كيلو مترا) وعمقه عن 135 مترا . وقد نشأ عن طريق إزالة نحو 3300 كيلو مترا مكعبا من المواد الصخرية كما يذكر بيل Peel (1960،1966)6 .
ومن المعروف أن بعض المنخفضات المغلقة ذات نشأة تركيبية تكتونية فلقد يتكون المنخفض نتيجة لعيب أو انكسار ، أو يتشكل في ثنيه التوائيه مقعرة ، أو يشغل مكان تقوس إلى أسفل إقليمي عريض . لكن النشأة التكتوتية لا يمكن تطبيقها على كل المنخفضات الصحراوية . ونحن نرى لغالبية المنخفضات الصحراوية الكبيرة نشأة مركبة (جودة 1972،1975) ويبدو أن معظمها قد تشكل منذ البداية في مناطق تلامس جيولوجي ، تتألف من صخور قابلة للتجوية وحيث الرطوبة كانت متوفرة وبالتالي سهل تحطيم الصخور وتفتيتها . والمواد التي تفككت وتحللت بهذه الواسطة أمكن تذويبها واكتساحها بواسطة الرياح ، وبذلك كان يبدأ تشكيل المنخفضات .
ويبدو أن العملية برمتها كانت تقوى ويشتد ساعدها تلقائيا ، ذلك أن التجويف الآخذ في الاتساع يعمل على زيادة تراكم الرطوبة ، ومن تزداد سرعة تأثير التحلل الكيميائي . وتدأب عمليات التذرية والاكتساح في تعميق التجويف ، حتى يظهر وينكشف الماء الأرضي . وحالما تصل عملية الاكتساح إلى هذا الحد كانت الواحات تتشكل ، أو قد كان ينشأ عن التبخر تكوين غطاء عازل من الأملاح يمنع استمرار فعل الرياح . رسم شكل 5 "تكوين المنخفضات الصحراوية"