أكـــــاديـــــمـــــــيـــــة الــــــغــــــزالــــــي
أكـــــاديـــــمـــــــيـــــة الــــــغــــــزالــــــي
أكـــــاديـــــمـــــــيـــــة الــــــغــــــزالــــــي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أكـــــــاديــــــمـــــيـــــة الـــــــغــــــزالــــــي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مشروع النهضة من البذرة إلى التمكين (1)

اذهب الى الأسفل 
+2
امين السطايفي
فوزي شاوشي
6 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فوزي شاوشي
اعضاء ذهبين
اعضاء ذهبين
فوزي شاوشي


عدد المساهمات : 961
تاريخ التسجيل : 27/01/2010

مشروع النهضة من البذرة إلى التمكين (1) Empty
مُساهمةموضوع: مشروع النهضة من البذرة إلى التمكين (1)   مشروع النهضة من البذرة إلى التمكين (1) Emptyالأربعاء فبراير 24, 2010 6:20 am

د. أحمد خيري العمري

فجوة الزمان والمكان و"الفرصة التاريخية"

تمر الأفكار بمختلف أنواعها، بأطوار هي أشبه بأطوار الاستحالة، تلج فيها من عالم هو أشبه بعالم العدم، ثم تنمو، وتزدهر، إلى أن تبلغ قمة نضجها واكتمالها..

يحدث ذلك مع فكرة قد تكون فكرة مبدعة في رأس فنان مبدع، لكنه يطاردها، ثم يقتنصها، يتقمصها، يصيرها، وتصيره، إلى أن يستطيع أن يجسد الفكرة، بعمل متكامل..

ويحدث أيضاً مع النظريات العلمية، يبدأ الأمر بفكرة قد تكون غريبة ومرفوضة وخارجة عن السرب، ثم تنمو، وتتطور، ومن طور إلى آخر، إذا بها قد صارت نظرية، سيكون لها أعداؤها، وأيضاً مناصروها، ومع الوقت إذا بها تدحض أعداءَها، ربما لا تضمهم إلى صفها بالضبط ولكنهم مع الوقت يقلون عدداً، ومن ثم تنجح لا في امتحان التطبيق فقط، بل في امتحان "الزمن"..

كذلك الأمر مع الإيديولوجيات والعقائد، تبدأ كفكرة قد يرفضها السائد والمتعارف عليه اجتماعياً، فكرة منبوذة قد لا تثير غير الاستنكار، لكن مع الوقت، تتراكم حول الفكرة الأفكار، وتتلاءم معها، ويزيد المؤمنون بها، بعضهم يقدم المزيد من الأفكار، وآخرون قد يقدمون أكثر من الأفكار، قد يقدمون حياتهم – حرفياً – وأحياناً يقدمونها حتى بأعمق من تقديمها حرفياً.. وقد يتمكن ذلك التلاحم لاحقاً من إحداث ثغرة في جدار الواقع، وقد تكبر الثغرة لتصير شرخاً، ومن الشرخ تتسرب الإيديولوجية لتتشرب في الواقع..

وليست "فكرة النهضة" ببعيدة عن هذا، إنها تمر أيضاً بمراحل وأطوار جزئية، قد يدوم بعضها دهوراً، وقد يدوم بعضها الآخر ما هو أقل، إلى أن يحدث الظهور – الولادة..

مراحل التشكل هذه ليست مرتبطة بقانون واضح يضعها في إطار وقالب، قد تتمدد وتتقلص بحسب المحيط الأوسع، لكنها في مرحلة ما ستوثر في هذا المحيط، وسيصير ساحة لتفاعلها.. ونموها..


عن مراحل التخلق والتشكل هذه، عن أطوار الاستحالة التي تمر بها الفكرة، تحدثنا سورة الكهف، التي جرى العرف قراءتها كل جمعة، كما لو أنها تجعلنا نراقب هذا التشكل أسبوعياً، كما لو أن هذه القراءة تجعلنا أيضاً نرعاه، نهتم بإنمائه وبتغذيته، نحميه، نكون جزءاً منه، أو يكون هو جزءاً منا..

سورة الكهف، بسياقها الأوسع، تجعلنا في خضم عملية تخلق واسع وممتدة، تجعلنا نتواصل مع أطوار الاستحالة تلك، تضعنا في تماس معها على الرغم من أنها خارج الزمان والمكان، لكن نقطة التماس هذه معنا تستحضر وتستفز عملية التخلق، تقدح شرارتها “افتراضياً على الأقل” في أعماقنا..

يبدأ الأمر من ذلك التعجب من التعجب: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً} [الكهف: 18/9] فليس العجيب هو طور واحد من هذه الأطوار، ولكن الأمر الأكثر إثارة للإعجاب هو عملية التخلق ككل، هو هذا الانتقال الذي يحدث من طور إلى آخر، عبر القرون وعبر القارات ومن قبل أشخاص قد لا تربطهم أي رابطة مادية واضحة، غير رابطة المشاركة في أطوار الاستحالة..

سنراهم أول شيء، أولئك الفتية الذين آمنوا بالفكرة، وستكون فتوتهم هنا رمزاً لشباب يكون دوماً هو أول من يعتنق الفكرة الجديدة ويؤمن بها، ربما لأنه يكون قد تعرض لتدجين أقل، ربما لأن هذا الجيل الجديد أكثر قدرة على رؤية الفساد والظلم في المجتمع القائم، ربما لأنه لم يفسد بعد، ولم يتورط بعد، ولم يصبح جزءاً من هذا العالم، ربما لأنهم لم يغتالوا الحلم فيه، لم يفقدوه إيمانه بقدرته على التغيير، لذلك نراهم هناك، في ذلك الطور الأول، آمنوا بربهم فزادهم هدى، وكان الشرك هنا ليس مجرد عقيدة فاسدة، بل كان منظومة واسعة من القيم والعلاقات الاجتماعية التي "الظلم" هو سمتها الأساسية، وكان هؤلاء الفتية، يغردون خارج السرب الاجتماعي القائم، وكانت منظومتهم الفكرية هي الأصدق والأكثر عدالة والأقرب إلى النسق الكوني، إلا أنها كانت نشازاً ضمن ذلك الواقع المحيط.


وكما كان شباب حاملي الفكرة سبباً في قوتها، فقد كان أيضاً سبباً في ضعفها من جانب آخر، كان صغر سنهم سبباً في جعلهم يعتنقون الفكرة، لكنه كان سبباً أيضاً في رفض المؤسسات القائمة لهم ولها، بلا دعم مؤسساتي، لم يكن لهم أن ينشروا فكرتهم، بل لم يكن ممكناً لفكرتهم أن تصمد.

كانوا يواجهون خطرين: إما الإزاحة المادية والإقصاء المعنوي الذي سيقوم به المجتمع تجاههم، أو تذويبهم واحتواءهم بالتدريج، كانت "فكرتهم" وهي لا تزال جنينية غير مؤهلة بعد للتفاعل، غير مؤهلة للصمود، وكان التفاعل المبكر قد يؤدي إلى إجهاضها وقتلها أو قتلهم هم.. لذلك كان لا بد من خيار ثالث غير هذين، خيار يحافظ على "الفكرة" – "الجنين" ويحميها من التفاعل المبكر ويمنحها الوقت اللازم للنمو، إلى أن يأتي وقت التفاعل الأنسب الذي سيزيد الفكرة مناعة ورسوخاً.. هذا الخيار الثالث هو "الاعتزال" {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَما يَعْبُدُونَ إِلاّ اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً} [الكهف: 18/16] فلننتبه أنه لم يكن "العزلة"، بل كان "الاعتزال"، والفرق بين الاثنين أن العزلة تكون حالة يفرضها المجتمع، حالة من النبذ واللاتواصل تفرضها المؤسسات الاجتماعية من أجل خنق الفكرة المنبوذة وحامليها، أما الاعتزال فهو عملية واعية يقوم بها من يتصور أن “الاختلاط” في مرحلته الآنية، سيعرض الفكرة لمواجهة مبكرة قد تكون قاتلة، لذا فالاعتزال يمثل فرصة نجاة محتملة لهذه الفكرة، وهو هنا، بالتأكيد، أعمق وأكبر بكثير من فرصة للتعبد والترهبن، فالاعتزال هنا ليس انسحاباً زاهداً بالمجتمع، بل هو "تكتيك" لمواجهة المجتمع، يتطلب انسحاباً مرحلياً.. دون أن ينسى إستراتيجيته الأساسية الرامية لإعادة بناء المجتمع..

هذا هو الكهف، تكتيك ضمن إستراتيجية أوسع، طور أولي من أطوار الاستحالة، تكون فيه الفكرة جنيناً يحتاج إلى "الحاضنة" التي تزيده قوة ومناعة، الفكرة هنا ستكون خارج التفاعل التاريخي، بل حتى خارج الزمان والمكان، فالكهف هو تلك "الفجوة" من الزمان والمكان التي تهيئ "الكمون" للفكرة، و"الكمون" هنا استمر ثلاثة قرون وأكثر، وكان في جوهره المحافظة على"البذرة"، بتهيئة الظروف التي تحافظ على حيويتها ونشاطها وصفاتها، بدلاً من تضييعها بزراعتها في أرض غير خصبة، وظروف مناخية غير مناسبة قد تجهض البذرة والفكرة في آن..

كان الاستثمار -ولو اللاحق- لتلك البذرة هو هم أولئك الشباب (الذين ظلوا شباباً لثلاثة قرون) لذلك فهم يتواصون فيما بينهم {إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً} [الكهف: 18/20] فالفلاح هنا هو الفلاح بالمعنى الأعمق والأوسع، وهو لا يقتصر على الفلاح الأخروي أبداً، إذ إن النجاة الأخروية لن تتعارض مع "الرجم"، بل إن "الرجم" سيكون أقرب الطرق إلى الفلاح الأخروي بالمعنى التقليدي السائد "حاليا!"، لكن لا، ليس ذاك هو الذي في أذهانهم، إنهم يريدون "الفلاح" الشامل، رديف النهضة، حيث الموقع الأخروي يتحقق عبر الموقع الدنيوي، إنهم يريدون الفلاح – أي فلاحة الأرض – عبر استخدام تلك البذرة التي اعتزلوا من أجل المحافظة عليها..

طور الكمون طور حساس ومهم جداً.. ذلك أن أي إنهاء مبكر له، سيعرض فكرة النهضة برمتها للإجهاض، وسيجعلها في سياق تفاعل غير متساوٍ، قد يحرف الفكرة عن مسارها.. وطور الكمون قد يستمر لفترة طويلة، لقرون، كما حدث مع أولئك الفتية، لكن في لحظة ما، ستحين "الفرصة التاريخية" التي تتيح للفكرة –البذرة أن تخرج من حاضنتها إلى حيث التربة والتفاعل مع الواقع..

قد تتمخض الفرصة التاريخية عند انهيار المؤسسات التقليدية بطريقة تجعل هذه الفكرة أكثر قرباً، تصبح خياراً معقولاً أكثر، وقد تتمخض عن تصادم المؤسسات ببعضها إلى حد الإنهاك، وقد تصبح، بشكل استثنائي، عندما تتبنى مؤسسة ما، لسبب أو لآخر، هذه الفكرة..

الخروج من الكمون، من الحاضنة التاريخية، إلى زمان الفعل ومكانه، خطوة مهمة وأساسية، لكنها نهاية الطور الأول فقط.. والتحديات الأساسية لم تنته بعده..

والأمر يشبه مخاض الولادة، الطفل ولد الآن، لكنه سيظل بحاجة إلى العناية والرعاية والاهتمام.. سيحتاج إلى اللقاحات والتحصينات، والتغذية المتوازنة..

لكنه، من هذه اللحظة فصاعداً: لم يعد جنيناً..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
امين السطايفي
اعضاء ذهبين
اعضاء ذهبين
امين السطايفي


عدد المساهمات : 764
تاريخ التسجيل : 15/07/2009

مشروع النهضة من البذرة إلى التمكين (1) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مشروع النهضة من البذرة إلى التمكين (1)   مشروع النهضة من البذرة إلى التمكين (1) Emptyالأربعاء فبراير 24, 2010 10:02 am

مشروع النهضة من البذرة إلى التمكين (1) 34
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
joulya
مشرف عام
مشرف عام
joulya


عدد المساهمات : 1359
تاريخ التسجيل : 27/11/2009
العمر : 31
الموقع : الجزائر بلدي الحبيب

مشروع النهضة من البذرة إلى التمكين (1) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مشروع النهضة من البذرة إلى التمكين (1)   مشروع النهضة من البذرة إلى التمكين (1) Emptyالأربعاء فبراير 24, 2010 12:08 pm

مشروع النهضة من البذرة إلى التمكين (1) 85071 مشروع النهضة من البذرة إلى التمكين (1) 685921
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ميكوا
اعضاء ذهبين
اعضاء ذهبين
ميكوا


عدد المساهمات : 400
تاريخ التسجيل : 08/01/2011

مشروع النهضة من البذرة إلى التمكين (1) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مشروع النهضة من البذرة إلى التمكين (1)   مشروع النهضة من البذرة إلى التمكين (1) Emptyالخميس يونيو 30, 2011 2:49 am

مشروع النهضة من البذرة إلى التمكين (1) 6cf0559601zs4
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عميرش صلاح الدين
عضو نشيط
عضو نشيط
عميرش صلاح الدين


عدد المساهمات : 191
تاريخ التسجيل : 18/06/2010

مشروع النهضة من البذرة إلى التمكين (1) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مشروع النهضة من البذرة إلى التمكين (1)   مشروع النهضة من البذرة إلى التمكين (1) Emptyالثلاثاء يوليو 05, 2011 6:58 am

شكــــــــــــــــــرااا

ننتضر المزيد من المواضيع

جزاك الله خيرااا

مشروع النهضة من البذرة إلى التمكين (1) 60294
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبد المنعم
عضو نشيط
عضو نشيط
عبد المنعم


عدد المساهمات : 146
تاريخ التسجيل : 08/03/2010

مشروع النهضة من البذرة إلى التمكين (1) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مشروع النهضة من البذرة إلى التمكين (1)   مشروع النهضة من البذرة إلى التمكين (1) Emptyالثلاثاء يوليو 05, 2011 8:20 am

شكـــــــــــــــــــرااا

دائما انت مميز

مشروع النهضة من البذرة إلى التمكين (1) 181887
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مشروع النهضة من البذرة إلى التمكين (1)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  بلدية الاحتلال تبحث مشروع بناء 130 وحدة استيطانية جديدة
» مشروع مليونية جمال الإسلام - شارك وساهم معنا في النشر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أكـــــاديـــــمـــــــيـــــة الــــــغــــــزالــــــي :: القسم العام :: المنتدى العام للزوار و الاعضاء-
انتقل الى: