رَمَضانُ يَجْمَعُنا..
حَالة ُاسْتِنفار ٍ..
الكُلُّ يَنتظِرُ ويَترَقبُ بِلَهْفةِ المُشتَاق ِ..
فتَدُقُّ طبُولُ الإغوَاءِ مُعْلِنة ً
أنْ قدْ حَانَ موْعدُ اللِّقاءِ ..
رَمضانُ يَجْمعُنا
عجباً ! أصْبَحَ هذا المَوعِدُ مُنتظراً مِنْ كلِّ الفِئاتِ
وَمَا أعْظمَ الوَفاءَ في هَذا اللِّقاءِ
فبِالكَادِ ترَى أحَداً يَتخَلّفُ عنهُ أوْ يَتأخَّرُ لَحظةً إلاَّ مَغلُوبٌ عَلى أمْرهِ
هَكَذا رَمَضانُهُمْ:
رمضانُ يَجمَعُنا علَى الشَّاشَاتِ
رمضانُ يجمَعُنا علَى المُسلْسلاتِ ..
رَمضانُ يجمَعُنا علَى الضَّحِكِ , التَّرْفيهِ , اللِّقاءَاتِ , المُسابقاتِ
هُجُومٌ فضائِيٌّ شَرسٌ يَبُثُّ الدَّمارَ فِي دِيارِ المُسْلِمينَ
ومَا أعْظمَهَا مِنْ فِتنةٍ !!!
{ إنَّ الذِينَ فَتَنُواْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُواْ فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذابُ الْحَرِيقِ}..!!
رُحْمَاكَ يَا رَبَّاهُ
كَأنَّ الجُموعَ قدِ اعْتَدّتْ وَتجَمْهَرتْ ..
كانَتْ وَلا زَالَتْ تَتْبَعُ الجَميلَ المُثيرَ ..
والأهْوَاءُ فِي مزادٍ ..
رأتِ الأرَاضِي قدِ اخْضَرَّتْ وَ الأنهارَ قدِ انْهَمرَتْ
فزَرَعَتْ فيهَا البذورَ ويَا لَهَا من تُرْبةٍ صالحةٍ !!!
أيْنعَتِ الثمَارُ أيّمَا إيناع ٍ
وَكانَ الحَصادُ : عُقولَ أبناءِ أمّةِ الإسلامِ
وَالسّوقُ مَاضية ٌفِي بَيْعِ القُلُوبِ لِلأعْداءِ
بِأبْخَس ِالأثمَـان ِوأزهدِ العَطـايَـا
لَكِنْ ثمَّة َأمْرٌ أوْدَى بالأسْواق ِإلَى الْحَضِيض ِ
مَا الخبَرُ ؟؟؟
لَقدْ كانتِ السُّوقُ رَابحَة ً، فمَا بَالُكُمْ خَسّرْتُمُوهَا ؟؟؟؟
ألاَ تُحْزنُكُمْ ظُلمَة ُنوَاحِيهَا ؟
سَألتُ و سَألْتُ مَنْ ذا الذِي سَيُشعِلُ فتِيلَ الَمسارج ِفِي ضوَاحِيهَا ؟
فإذا بصَوْتٍ دَافِئ يُنادِي:
رَفعْتُ بأنوار ِالعَقيدَةِ رَأسِي.. فهَلِ مِنْ صَحْوَةٍ تجُولُ بالأفقِ؟
الْتَفَتُّ فإذا بنُورٍ قدْ لاحَ مِنْ بَعيدٍ
أرَاهُ يُقبِلُ
وعَلى مَشارفِ شَعْبانَ يَقِفُ
حَامِلا فِي مُحَيَّاهُ
انْشِراحَ العَابدِينَ ، و اسْتِكَانة َالخاشعينَ ، و وضاءةَ المصلينَ القائِمينَ
نورٌ يكْسُو وُجوهَ العَابدينَ
وانْكِسارٌ يعْلُو قلوبَ المُذنِبينَ
وأرْواحٌ تَهْفُو لِرُوحَانِيَّةِ العِبادَةِ سوَاءٌ مِنَ الطائِعِينَ أمِ المُقصِّرينَ
حِينهَا وَحِينهَا فقَطْ
يَترَدَّدُ عَلَى الأسْمَاع ِ:
﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ
فعَلِمتُ يَقيناً أنّنَا عَلى مَوْعِدٍ مَعَ التِّجَارةِ الرّابحَةِ ..
و أدْرَكْتُ أنَّهُ سُوقٌ لا يُقابلُهُ سُوقٌ
وَ تِجارَةٌ عَامِرَة لاَ وَلنْ توَازِي نجَاحَاتُهَا تِجَارَةَ المُسَلسَلاتِ وَلا المُسَابَقاتِ
كَيفَ لاَ وَهِيَ :
تِجارةٌ مَعَ اللهِ ..
بَلْ وَقدْ وَعدَ فِيهَا مَوْلانا عِبَادَهُ الوَاعِينَ المُتَفَقِّهينَ
بحَبْسِ الهَوَى, وسِجْن ِالشَّيَاطِين ِ, وبالأجْر ِالعَظِيمِ الذِي لا يُحَدُّ بحُدُودٍ
فقَدْ قالَ النّبيُّ صَلّى اللهُ عليهِ وسلمَ فِيمَا يَرويهِ عن ربّهِ عزَّ وجَلَّ :
"كُلُّ عَمَل ِابْنِ آدَمَ لَهُ إلاَّ الصَّوْمَ فإنَّهُ لِي وَأنا أجْزي بهِ" [رواه الإمامُ البُخاريُّ في صَحيحهِ].
فمَرحَباً بكَ يَا رمضـانُ
رَمضانُ يَا أمَلَ النفوسِ الظّامِئاتِ إلَى السَّـــــلامْ *** يَا شهرُ، بلْ يا نهرُ ينـهَلُ مِنْ عُذوبَتِهِ الأنــــــامْ
طافَتْ بكَ الأرْواحُ سَابِحَة ًكأسْرَابِ الحَمَــــــــامْ *** بيضٌ يجلّلها التُّقَى نوراً ويَصْقُلُها الصِّيَــــــــــــامْ
فُرْصَة ُالعُمُرِ السَّانحَة ُوموسِمُ البِضاعَةِ الرّابِحة ُ..
شهْرٌ تَعْـظُمُ فيهِ الحَسَناتُ وتُمْحى الخطِيئاتُ
جَاءَ شَهْرُ العَابدِينَ وَ قِبْلَةُ التائِبينَ ..
فيَا لَسعَادَةِ المُتّقِينَ ويَا لَفوْزِ الطّائِعِينَ ويَا لَحسْرَةِ الغَافِلينَ
فَرْحَة ُالمُؤمِنِ فِي رَمَضانَ لا تَعْدِلُها فرحَة ٌ
فترَاهُ يَسْتقبلُهُ بوَجْهٍ باسِمٍ مُتَهَلِّلٍ بتبَاشِير الرَّحْمَةِ التِي تنْبَعِثُ منْ أوّل خُيوطِ الفجْرِ
ولَقدْ كانَ النبيًّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ
يُبَشِّرُ أصْحابَهُ بقُدُوم رَمَضانَ
فَيقولُ لهُمْ
(قدْ جَاءَكُمْ شهْرُ رَمَضَانَ شَهْرٌ مُبَارَكٌ افْتَرَضَ
اللهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ يُفْتَحُ فِيهِ أبْوَابُ الجَنَّةِ و يُغْلَقُ فِيهِ أبْوَابُ الجَحِيمِ وتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ ألْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ )
أتَاكَ شَهْرٌ بإشْرَاقَةٍ خَفّاقَةٍ تُحْيي الفؤادَ ..
أتَاكَ قبَسُ النّورِ الذِي يَرْقبُهُ قلبُكَ الغارقُ في مُسْتنقعَاتِ الفتنةِ و الشهَواتِ
فلا تَحْرمْ قلبَكَ حَياتهُ .. وبُثَّ فِي عُروقِهِ مَعنى التَّوحِيدِ الحَقِّ
عُدْ إلَى مَولاكَ لِتعْلَمَ أنَّ اللهَ :
أذهَبَ غيرَكَ لِيَعِظكَ أنتَ
وقدْ لا يُمْهِلُكَ لِتكُونَ عِظة ًلغيْركَ
فهَلْ تَنتظرُ أنْ يُوعَظَ الناسُ بكَ ؟؟؟
فكَمْ رَأيْتَ ورَأيْنا مِمَّن كَانُوا مَعَنا فِي رَمضانَ المَاضِي
كانُوا علَى وجْهِ الأرْضِ
والآنَ هُمْ تحْتَ الأرْضِ
رَحِمَنا اللهُ وإيّاهُمْ يومَ العَرْضِ
فتزَوَّدْ مَا دُمْتَ حَيّاً بخَيْر الزّادِ و اخْشَعْ بقلْبٍ سلِيمٍ لرَبِّ العِبادِ
واغْتنِمْ رَمضانَ فإنّهُ أيّامٌ تَمُرّ مرَّ السَّحابِ و فرْصَة ٌلا تدُومُ ، بلْ تَفِرُّ
هَـيّـا فَـسَـارعْ لأجْــر ٍفـيــهِ مُغْتـنِـمـاً***مـواسِـمَ الـخـيْـرِ لا نـلْـقـاكَ حـيْـرَانـا
تَعْساً وبُؤساً إلَى مَـن كـانَ يَحضُـرهُ***قـالَ الرّسـُولُ إذا لَــمْ يَـحْـظ َغُفـرَانـا
هِـــيَ الـحَـيـاةُ كَـبَــرْقٍ ثـُـــمَّ نـفـقِــدُهُ***فـإنْ قَضَـى العُـمـرُ لا كُـنّـا ولا كـَانـا
بــادِرْ بـصَـومِـكَ لا تَـــدْري أتُـدركُــهُ ***بَـقـيَّـة َالـعُـمْـرِ أم نـلـْقـَـاكَ جُـثـمَـانـا
يَـــا أُمَّـــةً خـَسِــرَتْ دنْـيــا وآخــــرةً***هَلاَّ اعْتَبَرْتُمْ أَلَيْـسَ الْوَقْـتُ قَـدْ حَانَـا
هَيّا اجْعَلُوا الشّهرَ صُلحاً بَدْءَ توْبتِنا***عَــــلَّ الـكـريــمَ إذا هُــدْنــا تَـلَـقّـانَــا