«مجزرة» إسرائيلية في «أسطول الحرية» مستنفرون على الشاطئ بعد المجزرة التي ارتكبوها (أنشو غوش - أ ف ب)
أدارت إسرائيل ظهرها لجميع التشريعات القانونية الدولية والدول الأوروبية، وارتكبت مجزرة بحق متضامني «أسطول الحرية»، بعدما قتلت ما لا يقل عن 16 متضامناً، غالبيتهم من الأتراك.
وسيطرت قوات سلاح البحرية الإسرائيلية على قسم من سفن كسر الحصار على قطاع
غزة، واقتادتها إلى ميناء أسدود في جنوب إسرائيل، فيما قال المتحدث باسم
الجيش الإسرائيلي، أفيحاي أدرعي، إن «10 نشطاء على الأقل على متن هذه
السفن قد قتلوا خلال الهجوم». وأضاف أن قوات البحرية الإسرائيلية «سيطرت
على قسم من السفن الست وتقوم بجرها إلى ميناء أسدود. لكن عملية السيطرة
على بقية السفن ما زالت مستمرة» تحت قيادة قائد سلاح البحرية اللواء
اليعزر ماروم.
ووفقاً لأدرعي، فإن النشطاء الموجودين على متن سفن كسر الحصار قاوموا
القوة الإسرائيلية التي سيطرت على سفن، و«كانوا مسلحين بسكاكين وفؤوس
وعصي». وأضاف أن «عدداً من المتظاهرين خطفوا سلاح أحد الجنود وأطلقوا
النار منه باتجاه القوة (الإسرائيلية)، وهكذا فقد أصبح المتظاهرون
يستخدمون السلاح البارد والناري ضد قواتنا».
وأضاف أدرعي أن البوارج الحربية الإسرائيلية «اعترضت سفن كسر الحصار عندما
اقتربت من المياه الإقليمية وطالبتها إما بالعودة من حيث جاءت أو مرافقة
سفننا إلى ميناء أسدود». وتابع أنه «بعدما استمرت السفن في طريقها باتجاه
شواطئ غزة، أصدر الأمر بالسيطرة عليها بموجب قرار الحكومة. وبعد السيطرة
على قسم من السفن واستخدام القوة ضد قواتنا، أصدر أمر بتفريق المتظاهرين
بالقوة».
بدء عملية نقل المصابين والجثث (أ ف ب)ورفعت
الشرطة الإسرائيلية حالة الاستنفار في جميع أنحاء البلاد تخوفاً من
تظاهرات واحتجاجات على اعتراض سفن كسر الحصار على غزة. ومنعت الرقابة
العسكرية الإسرائيلية وسائل الإعلام من نشر تفاصيل عمليات محاولات سلاح
البحرية السيطرة على السفن، لكن موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني تحدث عن
طعن ثلاثة جنود إسرائيليين وإصابتهم بجروح متوسطة، بعد صعودهم إلى سفن كسر
الحصار وأنهم نُقلوا إلى مستشفى في مدينة حيفا.
في السياق، أعلن «تلفزيون الأقصى» التابع لحركة «حماس»، إصابة زعيم الحركة
الإسلامية في إسرائيل الشيخ رائد صلاح بجروح «خطرة» خلال الهجوم
الإسرائيلي على أسطول الحرية. ووصف الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، سقوط
عدد من الضحايا على متن الأسطول بالـ«مجزرة».
من جهتها، أدانت تركيا بشدة الهجوم الإسرائيلي على «أسطول الحرية»، محذرة
من عواقب «لا يمكن الرجوع عنها في العلاقات بين الدولتين». ونقلت وكالة
أنباء «الأناضول» عن بيان صادر عن وزارة الخارجية التركية، «استخدم الجيش
الإسرائيلي القوة ضد مدنيين بينهم نساء وأطفال وشيوخ من دول عدة، رغبوا
بنقل مساعدات إنسانية لشعب غزة».
وأعلن رئيس هيئة الإغاثة التركية، محمد كايا، سقوط «15 شهيداً على الأقل،
معظمهم من المتضامنين الأتراك». واستدعت تركيا السفير الإسرائيلي في أنقرة.
كذلك استدعى عدد من الدول الأوروبية سفراء إسرائيل في بلادها للاحتجاج على الهجوم الإسرائيلي.
من ناحية أخرى، أعلنت قيادة الأركان الجوية اليونانية عن وقف مناورات جوية
مشتركة مع إسرائيل تحمل اسم «ميوناس 2010» كانت قد انطلقت في 25 أيار،
وتستمر حتى 3 حزيران، وذلك على خلفية الهجوم على السفن.
عربياً، دعت سوريا إلى عقد «اجتماع فوري» لمجلس جامعة الدول العربية لبحث
«تداعيات العدوان الإسرائيلي» على أسطول الحرية، بحسب وكالة الأنباء
الرسمية «سانا». كما أكد رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري، الموجود في
سوريا، أن الهجوم الإسرائيلي «خطوة خطيرة ومجنونة»، مطالباً المجتمع
الدولي بالتحرك لوضع حد «لتعريض السلام الدولي للخطر». واعتبر أن من شأن
مثل هذا الحادث أن «يؤجج الصراع في المنطقة».
من جهتها استدعت وزارة الخارجية المصرية السفير الإسرائيلي بالقاهرة اسحق
ليفانون للتعبير عن إدانة مصر للهجوم الإسرائيلي على «أسطول الحرية».
وقالت الوزارة في بيان إنه «تم التأكيد للسفير الإسرائيلي على رفض مصر
الكامل لاستمرار الحصار الحالي على قطاع غزة ومطالبتها برفع هذا الحصار
بشكل فوري وكامل».
وقال وليام بيرتون المتحدث باسم البيت الأبيض إن «الولايات المتحدة تشعر
بأسف بالغ نتيجة الخسارة في الأرواح والإصابات التي وقعت وتعمل حاليا
لمعرفة الملابسات المحيطة بهذه المأساة.»
وكان من المقرر أن يلتقي أوباما مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس غدا ولكن الشكوك تحوم الآن حول هذا
الاجتماع في الوقت الذي يدرس فيه نتنياهو إمكانية العودة الى إسرائيل
للتعامل مع الأزمة.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)
المقاتلات الاسرائيلية على مقربة من ميناء أسدود (مناحيم كاهانا - ا ف ب)