سليم
حمدان .. رئيس تحرير «الوحدات الرياضي» - أكثر من عامل تدخّل مساء
الإثنين، وفرضَ الخسارة على المنتخب الفلسطيني في أولى مباراتيْه ببطولة
غرب آسيا الكروية السادسة .. أمام شقيقه اليمنى بهدف مقابل ثلاثة، التي
جرت على ستاد الملك عبد الله الثاني في منطقة القويسمة بالعاصمة الأردنية.
طموحات
الجماهير الفلسطينية تفوقُ كثيراً واقع الإمكانات المتاحة لمنتخبها
«الفدائي» حالياً، والتي تتحكّم بها ظروف مستحيلة لم يُعانِ من آثارها
القاسية أيّ فريق على وجْه الأرض ، والمتمثلة في ممارسات «الإحتلال»
المتغطرسة التي تهدف طمْس معالم تاريخية عريقة اكتسبتْها كرة القدم في
فلسطين على مرّ السنين .. وبالتالي فقد إهتزّت مشاعر الملايين عند مغادرته
أرض الميدان على أنغام لحنٍ حزين.
أسباب .. مؤثرة
التحكيم ..
ولسوء الحظّ جاءت قراراته مُضادة وغيرمُنصفة للمنتخب الفلسطيني ، فركلة
الجزاء التي أسفر عنها هدف اليمن الأول ، هي بكل المقاييس «وهميّة» ، كذلك
فإن طرْد البهداري ثم حسام وادي كان قراراً «تهريجياً» متسرعاً .. وقد
تسبّب إهتزاز الحكم في ظهور التوتّر على أداء اللاعبين الفلسطينيين ،
ووصلَ بهم الى نقطة تحوّل «معاكسة» لمجريات الأحداث التي منحتهم الأفضلية
أثناء الشوط الأول.
التبديلات الإضطرارية التي لجأ إليها المدير
الفنّي «الكابتن» بزّاز، محاولاً إعادة ترتيب أوراقه وتنظيم صفوفه ، كان
مردودها الفني سلبياً وتحديداً في خطّ الوسط ، حيث تحوّلتْ منطقة العمليات
الى «مرتع» صال فيه اللاعبون اليمنيّون وجالوا ، فضغطوا ورفعوا من وتيرة
هجماتهم التي ضاعفت مقدار غلّتهم التهديفية ، بعد أن تمّ «نقْل» سليمان
العبيد من مركزه على يسار الوسط الى «خانة» المحور ، وإرسال أبو سيدو الى
منطقة العُمق الدفاعي لتعويض خروج البهداري ، إذ لم يوفَّق هيثم ذيب في
الميمنة التي أُختُرقت غير مرة .. ومنها جاء الهدف الثالث.
الأداء
العام إفتقد الأسلوب الجماعي ، حاول عدد من اللاعبين «استعراض» مهاراتهم
الخاصة العالية ، وربما تلعب صعوبة «تجميع» المنتخب الفلسطيني ولو لمرة
واحدة في الأسبوع بقصْد توفير عامل التجانس بينهم من خلال تدريب تكتيكي ،
وكذلك عدم إمكانية إقحامه في مباراة على الأقل كل شهر أمام فريق خارجي
قويّ ، دوراً في تغليب نهج اللّعب الفردي.
ميزان .. النجوم
يمتاز
اللاعب الفلسطيني بانتمائه المذهل لمنتخب بلاده ، النابع من إحساسه
المتنامي بعدالة قضيته ، وبحقّه الطبيعي المشروع في العيْش بحرية وسلام
على أرضه ، كغيره من الشعوب في مختلف أنحاء العالم.
من هنا فإن الحماس
الرجولي الذي يُميّزه ، وروح العطاء الوثّابة التي يجسّدها على أرض الملعب
، واستعداده الدائم للتضحية من أجل رفْع رايته في مختلف المحافل الكروية ،
أمور تلفتُ نظرات الإعجاب نحوه .. مهما كانت نتائجه.
اللاعبون الفلسطينيون الذين لعبوا مباراة اليمن .. كيف يمكن لنا تقييم أدوارهم ؟
رمزي
صالح .. إحترافه الخارجي دعم خبرته وصقل موهبته ليصبح من أفضل حراس العرب
وآسيا حالياً ، ردّ عدّة أهداف عن مرماه ، وكان نجم المباراة بلا منازع.
ماجد
أبو سيدو .. تُساعده لياقته البدنية على تنفيذ واجباته كظهير أيمن ، وخاصة
في مُساندة الهجوم .. شكّل نقطة ضعف حين أُنيطت به مهمّة قلب الدفاع.
حاتم
عبد الله .. مدافع جيد إمتاز بالانقضاض الرجولي ، لكنه لم يتمكّن من سدّ
الثغرة التي خلّفها خروج البهداري ، كونه تحمّل العبء لوحده.
عبد
اللطيف البهداري .. لم يظهر بمستواه الحقيقي ربما لتوتّره بسبب «تسلُّط»
الحكم الذي استفزّه ، فلعب بخشونة ونال البطاقة الحمراء مع إنتهاء الشوط
الأول.
سامر هلسة .. أبدى نشاطاً ملحوظاً في الظهير الأيسر ، لكنه
لم يتقدم الى الأمام كيْ لا يترك وراءه فراغاً .. جريء في تعامله من
المنافسين.
اسماعيل العمور .. لاعب فنان بمهارات عالية ومراوغ من
طراز برازيلي ، إلا أنه يتأخر في التمرير فتضيع على فريقه فرص سهلة
للتسجيل .. ينقصه أداء الأدوار الدفاعية.
حسام وادي .. مجهوده واضح
في منطقة المناورة .. نجح في تغطية المساحة أمام القلبيْن ، لكنه كان
يتأخر في نقْل الكرات الى نصف الملعب الآخر.
خضر يوسف .. قوة بدنية
وقُدرة معتبرة على الإلتحام مع اللاعب المنافس ، يجيد التحرك للأمام فيدعم
هجمات فريقه ، تمريراته خطرة وهو من أبرز لاعبي المنتخب.
سليمان
العبيد .. نجم بذكاء مميز وفنيات نادرة ، صاحب مجهود وافر رغم ضآلة بُنيته
الجسمانية ، مفتاح ألعاب فريقه الذي يصعب تعطيله ، قلّ عطاؤه عندما
«أبعدوه» عن ميسرة الوسط .. الهدف الذي سجله ينمّ عن موهبة فذة.
فهد
عتال .. إنحصر تحرّكه على طرف هجومي واحد فكان من السهل رقابته والحدّ من
خطورته .. كان سيُفيد أكثر لو لعب كمهاجم صريح ، واستبداله قضى على
الخطورة في الأمام.
أحمد كشكش .. قام بمهمّة صُنع الأهداف قبل
تسجيلها ، ورغم ذلك أهدر فرصة افتتاح التسجيل ، مثّل مصدر إزعاج للدفاع
المقابل برغم إضطراره الى التراجع نحو الوسط أحياناً.
هيثم ذيب .. حلّ مدافعاً لتعويض نقص البهداري ، يبدو أن مركزه الأساسي ليس في الظهير الأيمن ، حيث لم يؤدِ واجبات هذا المركز.
البدلاء الآخرون .. مراد إسماعيل ومحمد جبرين وهشام الصالحي .. لم يُختبروا.
منقول