asma samsouma عضو نشيط
عدد المساهمات : 83 تاريخ التسجيل : 28/01/2010
| موضوع: حكاية في باص ينبوع قلمي الأحد ديسمبر 26, 2010 4:11 am | |
| أنطلق الباص يشق طريقه الضبابي في فجر شتاءٍ عراقي نحومدينة الموصل وبمرور الوقت بدأ ضوء الفجر ينزلق عنوة إلى الباص عبر نوافذه الزجاجية لأرى وجوه الركاب بكامل تفاصيلها . كان يجلس قبالي شابٌ ينهاز عمره الثلاثون وإلى جواره امرأة تشبثت بالأربعين ربما تقابلها جواري عجوز مضغت الحياة بحلوها ومرها لكن لفت أنتباهي ذاك الشاب ودموعه السخيه تنزل وعينيه مغمضتين باديه على وجهه علامات الناسكين وكأنه يتعبد بمحراب الخشوع أو ينصت بروحة لنغمة التوسل الأبديه . تسائلت ما به أهي مجرد حساسية أم أن هناك أمرٌ عظيم أوصله لهذه الحالة من الحزن الباكي حتى في نومه . مع تسائلي فتح عينيه وبسرعة مسح دموعه بعد أن رآى أن الشمس غطت كل الربوع جفل وكأنه خجل من دموعه نظر ألي عندها تداركت قائلاً - لا بأس عليك كلنا نبكي
أطلق تنهيدة ثم تبسم أبتسامه رضا ليدير وجهه ناحية النافذة ظل ينظر مطولاً وفجأة أجهش بالبكاء خانقاً نفسه لئلا يظهر صوته فنعلم لكن هيهات منه أخفاء ذاك الشجن ربت عليه مرةً أخرى وقلت
- عزيزي أفرغ ما بجعبتك من هم علـّنا نقدر على مساعدتك أو على الأقل تستريح من تفريغ الهم
فرك أصابعة بحرقة محنياً رأسه وعينيه شاخصتين علي ليقول - نعم لا بد من الحديث لسببين الأول لأجل ما ذكرت والثاني أنك لا تعرفني فلن يعرف أحد بالأمر
قلت متفائلاً
- هات ما عندك وكلي أذانٌ صاغية
أطرق برأسه مطلقً تنهيده ثم قال
- قبل سنة أو اكثر تعرفت على شاب أتخذته كما أتخذني صديق وتعاهدنا على فروض المحبة والأخلاص وهكذا بقينا حتى داهمتنا بليه
صمت قليلاً وأنا أتبعه لأصل لعلة البكاء ثم أستدرك قائلاً
- قبل مده من الزمن ذهبت كالعادة إلى عملي وحين دخولي أصطدمت نظراتي بنظرات فتاةٍ هي آيه من الجمال يوحي شكلها بالبراءة والطفولة لم أقوى على أطالة النظر هربت حيث غرفتي
صمت كأنه يريد أن يرى وقع كلماته عليّ ثم أردف قائلاً
- أكتشفت أنها موظفة بنفس الدائرة التي أعمل بها وكوني جديد هرولت إلى صديقي وسئلته عنها من تكون ما هي أخلاقها أهي مرتبطة أم لا وووإلخ ...
أجابني صديقي بأنها لا تنفع لعدة أسباب لا مجال لذكرها لكن قلبي لم يشأ التصديق فمضيت قدمٌ
سكت وكأنه يطلب مني أسعافه فقلت
- أسئل غيره أو تقدم وفاتحها أنت
نظر ألي ليقول
- لم يكن بأمكاني سؤال غيره أذ لا أثق بغيره خوفاً على سمعة الفتاة وبالفعل بمرور الوقت أستطعت أن أكون علاقة طيبة معها وفاتحتها بمرامي لم أخفي عنها شيئاً أخبرتها بكل شي عني حتى حالتي المعيشية . و وافقت لتمضي الأيام وأنا أحلم بليلة اللقاء
صمت قليلاً وكأنه يريد حبس دمعة ساخنه في جوفه ثم عاد ليقول
- مرت الأيام للتمخض عن هروبها مني لم أعيي السبب حاولت أن أشكي همي لصديقي فوجدته يبتعد عني ولم أعرف السبب سالته فضحك ليقول لا شي وهرب تحيرت ما العلة في هروبهم حتى أتى اليوم الذي كشفت فيه الحقائق
..........................
بعد هروباً دام أشهر عادت تلك الطفلة عادت ويا ليتها لم تعد عادت وبيدها سكين تحز كل ما تبقى من أدمية البشر عادت وهي تحمل كأس الآنانية لتهديه لنفسها وتطالبني بالإيثار . رحبت بها فرحاً لعل هواجسي تكون خاطئة لكنها أثبتت أني أمتلك فراسة قلت ما الخبر أفهميني . وحين فهمت وددت لو أني لم أولد وددت لو أني لم أعرفها أصلاً تمنيت أن أموت ساعتها لكن مضى القدر صبرت أو جزعت
صمت قليلاً محاولاً طمس معالم وجهه الباكيه وهو محني الرأس خجلاً من دموعه ثم أشتدرك قائلاً
- هل تعلم كم هو مؤلم أن يخونك صديق هل تعلم كم المرار الذي تشعره وصديقك يعبث بثقتك هل تعلم أن الصديق مشتق من كلمة صدق .
هنا صاحت العجوز قائلة - بني أنها لا تستحقك وهي قد لاقت شبيهها
نظر الشاب للعجوز وقال
- لا يا أم أنها بريئة وطاهرة صديقي هو الخائن
ردت العجوز لتقول
- يا صغيري ألم تحبك هي وقالتها لك صراحه أنها أحبتك ثم تركتك ورحلت لغيرك إذاّ قد لاقت شبيهها فلا تحزن بل أحمد الله أنك لم تتورط معها فتخونك وهي أم لأطفالك
أنجرفت المرأة للحديث لتقول
- نعم بالفعل قد لاقت شبيهها
نظر الشاب ألي وقال
- وأنت ما رأيك
تنهدت ثم قلت
- أنا لا رآي لي عذراً ***** أنتهت | |
|
اولعربي خليل عضو مشارك
عدد المساهمات : 41 تاريخ التسجيل : 06/10/2010
| موضوع: رد: حكاية في باص ينبوع قلمي الأحد ديسمبر 26, 2010 4:35 am | |
| | |
|