( رجعُ الذكرى )
كنتَ تتلمّسُ ما أبتغيهِ بمجرّد الإلتفات إلى لحظِ عيني !
مجردَ الإلتفات ..
ويُشعلني حنين أستشفّه من أعماق روحكَ البريئة ..
تُطربني همساتك .. ووشوشاتك ..
قبل و أثناء و بعد القٌبلة !
وأتّقدُ لاقترابِ أنفاسكَ اللاذعة لنشوتي ..
أهربُ من غمرة أحزاني وواقعي إليك ..
فأنتَ كلّ خيالاتي !
و تحضُنني بشدة ..
حُضنك يُرسيني .. يطمئنني ..
أعِيثُ فيه وأسكر !
ويَبعثُ فيَّ الأمان !
وتخلقُ مني أنثى مُغايرة !
تُجيد ذلك .. بطبعك ..
أتذكُر ( أنوثتي لا تكتملُ إلا معك ) !
لأنك رجلٌ - عندما تُحِبّ - .. قلّما تحظى امرأة بمثله !
( أكبر عاشق في العالَم ) !!
***
لسانك ..
ذاك المُقلَب لمكامنِ لذتي ..
يزلزلني لسانك المُجيد لتضاريس جسدي النحيل !
مِن شعري الجنوبي الفاحم ..
مروراً بفمي ( التوتيّ ) ..
ونهدايَ الباسقتان ..
حتى أطرافي الدونيّة المخضّبة !
وأنتفض
أنتفض !
فتارةً تديرهُ يمنة .. وتارة تلوكني يسرة !
وأحترقُ ساحبة كمية من هواء الشغف بداخلي
علّه يُطفئني ..
وأهلكُ ثم أخور .. !!
بين أشياء كثيرة تجيدها ولا أملك أمامها سوى الرغبة الجامحة !
فأنتفض .. وأنتفض !!
***
ويداك ..
آه ثم آهٍ من يديك !
تلك العازفة لأعماق شغفي ..
المتحسّسة لباطنِ مُهجتي ..
الموغلة في ذرّات دمي ..
قل لي بربّك ..
بإحساسكَ الفائض عن ما أحتاجه منك ..
من أيّ شيءٍ مصنوعتان ؟!
آه منهما .. خليطانِ .. لا أقوى ردّهما !!
تعصفانِ بي عصفا !
تُزيلان همّي .. وكدّي !
تلك ( اليسرى ) متقِنة ..
لا تٌبقي ولا تذر !
ارتعاشتها تسري بكوامني !
تُذيب كلّ أنوثتي !
وتكبّلني .. فيك !
***
وتستلذُّ برائحتي ..
تشمُّ كلَّ شيء .. حتى فتافيتَ جسدي !
- ( رائحتُكِ هي السبب ) !
تبرّرُ شقاوتك المحببة إليّ !
وأبتسم جاهدة وأطالبك - غنجاُ - بالرحمة !
وأنشُدكَ العجلة ..
لكنك خير مَنْ يعرف ..
( لا تُحبّ الرحمة في المتعِ النساء ) !
أتريدُ لرائحتي أن تفوح أكثر ؟!
***
أذْكُر جُملاً عدة لا يتفوّه بها سواك .. تُدهشني !
تعابيرَ رائعة لا يكتبها سوى قلمك ..
ولا يَنطق بها إلا لسانك .. تُذهلني ..
تدغدغ فؤادي .. وتٌسارع نبضي !
نظراتٍ شيّقة لا تشعّ إلا مِن عينيك ..
أذكر بأنك لا تحبّذ ( الأصباغ ) ..
ولا المظاهر ( الخدّاعة ) وتميلُ ( للبساطة ) ..
وتعشق ( الورد ) و ( الشموع ) ..
وسويعاتِ ( الأصيل ) !
وليالي الشتاء الدافئة !
أذكرُ ( صومعتك ) الثريّة !
تُرى .. هل أحصيتَ كم ( عصراً ) تلاقينا ؟!
كم ( صُبحاً ) تنفسنا ؟!
كم ( مساءً ) تناجينا ؟!!
أذكرُ كم عصفت بنا رياحُ ( الغيرة ) وقتاً ..
وتعود من فوركَ تطلب السماح ..
وأردّد لا أُطيقُ فراقك !
أذكر بأنك ( عندليبيّ ) الهوى ..
( كلثوميّ ) اللوعة !
***
وأهوى عذابي معك ..
والتياعي بك ..
وشقائي إليك ...
ودلالي عليك ..
وسؤالك الدائم عني .
وتثورُ - أنتَ - لغيابي ..
وتشعر ببُعدي كلّ حين ..
وأحاولُ جاهدةً القرب منك !
أو هكذا يُخيّلُ لي !!
،،،،،،،
( وجع البعاد )
كنتُ أودُّ - وليس أكيداً - أن أكونَ سجينتك يوماً .. شهراً .. سنة لا أكثر ..
كنتُ على دراية بأنّ ما نحن فيه إلى زوال ..
لكني اليوم أُحِبُّ سجنه هو ..
أحب جلاّديه و حرسه و قيوده و أسواره أكثر .. وإلى الأبد !!
***
هل كنت تتصوّر أنهم سيقودني إليه عنوةً ..
هل كنت تتوقع أني سأُزَفُّ إليه مرغمةً ..
أخطأت - سيدي - !
فأنا قبل هذا بليالٍ ثمان دَفنتُ كلّ شيء لك َ.. لديك !!
وأشرق كلّ شيء بداخلي له من جديد .
لم أكن أتفوّه بإسمك على لساني
بينما كان يلهجُ بإسمه ..
ولا طرقتُ لكَ باباً من ليلتها ..
بينما سارعتُ الخطى لجانبه !
***
منذ ثمان ليالٍ .. رحلتُ عن كلّ ما يدعوني للإقتراب منك ولو يسيراً
ولجأت له ...
هو أبقى !!
***
اعتدتُ غيابك .. في وجودي
ونزعتُ اسمك من شفتي
ونسيتُ عطرك في أنفي
وهجرتُ حتّى موطنك المنير !
موطن ( الأبرار الآمنين ) !
***
وانشغلتُ بذاتي !
أضأتُ ما بداخلي ..
وتنفستُ الصعداء مجدّداً
وأويتُ إليه .. بعد أن تناسيتُه دهراً .
توجهتُ إليه طائعة ..
لم أحمل ما كان عالقاً بي منك .. ومعك
ولذا ..
أضأتُ ما بداخلي لأنه ضيائي القادم ..
وتنفّستُ الصعداء لأنه هوائي الأزلي
ولم أحملْ ما كان عالقاً بي منك .. ومعك
وشُفيت من دائك ، لأنّه دوائي الناجع !
هل .. كنتَ خانقي ؟!
حبلاً يُطوّق عنقي ؟!
***
وبعد أسبوع مِن انتصاره .. وفرحتي !
مِن وُلوجي معه في عالمٍ مغاير ..
لم أعهدهُ - من قبل - حتّى معك ..
بعد خمسة عشر ليلة مِن آخر عهدي بك !!
حملَ الهاتفُ إليكَ صوتي مُرغمة ..
الآن أنا مُرغمة !!!
حملَ إليك صوتي لا .. لهفةً .. و لا شوقاً .. ولا لوعة !
إياك أن تتوقّع ذلك .. وأعهدكُ خبير !
حملَ إليك صوتي لأقِرّ لك بما سبق .. لا أكثر !
هتافي لك كان بين ذويه وأهله ..
هل تذكر لم يكن بيني و بين أهلي اتفاق ..
لكني بين أهلهِ وذويه أستشعرُ الدفء و الوفاق !
الآنَ .. أنتَ مُعلّق في هاوية ..
في ليلٍ مُرْهِق .. بأحلامٍ مُزعجة !!
،،،،،،،
( اجتثاثُ أرواح )
لقد ألِفتُ حضوره ..
واعتدتُ غيابك ..
- بكلّ هذه العجلة ؟
تسألني بدهشة !
وتعاود :
أين حضني الحاني ؟
- ( هو من يحتويني ) !
قبلاتي الطاعنة فيك ، المقتلعة لجذور كيانك ، المُجتثة لأقاصي روحك ؟
- ( لم تعد تستهويني ) !
حضنه .. وقبلاته .. أدفأ وأروى !
لهيب أنفاسي التي كانت تدعوكِ للإمتزاج بي ؟
- ( جحيم أنفاسه .. أزكى ) !
كنتُ أراوغك في الحديث - طوعاً - وأنتَ تُنصت بكلّ دفئك المعهود
وأنينكَ المكتوم .. ولوعتكَ الحاسرة !
لكني بالمقابل لا أستطيع أن أدعه .. هو أولى !!
وأُضيف بأنَفَة :
عنقك ..
ذاكَ المُحرّك لشقاوتي معك ..
كم كنتُ أستلذّ بلمسه و تقبيله
عنقه .. الآن استحل كلّ أنوثتي !
جانبيّ خصرك ..
أتذكر ؟!
تنتفِض لمجرد أن تستشعر أحدَ أناملي يتجه ليثير زوبعتك .
خصره المكتَـنِزُ .. أرسى و أعتى
***
وتسألني أنا .. من أنا ؟!!
وما الذي كانَ بيننا ؟
أنا أكفيكَ عناءَ الإجابة ..
من كنتَ ؟
وماذا صرتَ ؟
لم يعد يُجدي !
لا يُلفت انتباهي !
لا يُشوّه ذاكرتي
سوف تترهّبُ من بعدي ؟
ألن تُحِبّ سواي ؟
لن تَشعر بغيري ؟
لم يعد يهمّ !
هل تفتقدني ؟!
أأصبحتَ بلا ونيس أو حبيب ؟ ..
أغدوتَ لا تدري أين ترعى نبتَ حبك الذي أسقيتنيه .. وأقتلعتُه !
أتعيش في فراغ العاطفة المظلم .. وانكفأت على ذاتك ..
أسفحتَ دموعاً ثِقالاً .. وأتبعتَها بشهقاتٍ حرّى ؟!
أتشربُ مالا تحتملهُ معدتك ولا ينطفئُ قيضُ شوقك ؟!
أعافتْ روحك الزاد بعد أن كنتُ غذائك الكافي ؟!
أتهاوى جسدُكَ الضئيل بعد أن كنتُ المصل الشافي ؟!
أتراكمتْ أعقابُ سجائرِك في المنفضةِ على غير المعتاد ؟
أيصطلي شوقك وتُراني قادمة كسرابٍ يروي ذاتك الجوفاء ؟
أيحدِّثُك حنينك بأن آتيك لأملأ لياليك الباردة الصمّاء ؟
أتنهشُك الشوارع المغسولة بالصمت بعد أن أترعناها لعباً ومراحا ؟!
لم يعد يهمّ !
هل تبحثُ عنّي في كلِّ أنثى تراها عيناك و تشتاقني !
تتمنى لو سماع همسي ..
أتقطّعت أنفاسك دهراً .. بسببي
أتتقلبُ على فراش السهد زمناً ..
و تستنشق الهواء بعد لأيٍ علّك تحظى برائحةٍ مني تُسليك ؟!
لم يعد يهمّ !
أيشدّك الحنين ..
و تستغيثُ الأنين ؟!
وتعيشُ في جوٍّ ذابل .. واشتياقٍ متراكم ؟
***
ألم أُهاتفك بعنجهيّة الصدود !
وقلتُ لكَ مراراً ..
هذا كلّ مالديّ ولن أحيد عنه ، بعد كثيرِ سُؤلٍ منك !
أريده .. هو !
بنارهِ .. وجنّته !
سعيدةٌ معه .. أليس هذا مطلبك ؟!
لا أريد العودة لك ..
ولا .. لموطنك !
معه أشعر بذاتي .. أقوى !
وسأكون له .. فدعهُ لي .. الرجل الأوحد للأنثى الملائِمة !
شُغفتُ بعالمه .. وسأرعى غيابهُ .. وتواجده !
هل يؤلمك هذا القرار ؟!
أنا .. غدوتُ لا أرعي لك بالاً ..
و لا تَشغل تفكيري ..
و لا تشوّه ذاكرتي !
لقد ألِفتُ حضوره ..
واعتدتُ غيابك !
فهل تعي ؟!!