كنت قد اخبرتك يوما بأنني سأهديك ما أكتب
كنت سأهديك لحظاتي , سكوني وأيامي
كلها مجسدةٌ لكِ في كلماتي
لعلها تستطيع أن تخفف من وطأة الواقع على قلبك المجروح ريثما يتماثل للشفاء مجددا
لازالت اذكر ملامح ذلك اليوم جيدا
كنتِ تبكين بحرقة كطفل نُزعت منه لعبته
الا أنك قد نزع منك قلبك حينها
أسبوع مر كأنه دهر لم تذق عيناي فيه طعم الوسن
فما كان يقتلني كل مساء كان لابد أن انتزعه مني سريعا والا سيفتك بي
لم أجد وقتا كان علي مداواتك وإيقاف نزف قلبك حفاظا على ماتبقى منك
لكنني لم أدرك أن بعضا من ذاك الدم المهدور منك قد فقدتِ فيه جزءا من منكِ
كنت أكتب لتتماثلي للشفاء وكنتِ تقرأين وتكتبين معي
كنت أكتب فقط لعلي أستطيع ان استرد جزءك المهدور
فقط بعض لحظات السكون المبللة بالدموع
لولا مسيرنا تحت القمر لم يكن ليلحظها احد
ولكن كلتانا كنا نعلم ببكاء بعضنا
نبكي دماءا لا دموعا
لم تكن تلك الايام حافلة بشئ سوى الألم
ألم يكاد يعتصر ماتبقى مني بل يجعلني عاجزة عن الصراخ
لألتزم الصمت
الصمت فحسب
أخبرتك حينها أنك اذا اضعتيني فلن تجديني مجددا
كل تلك الرسائل بنفحاتها بعبقها لاتزال تزاحم بعضها في صندوق ملئ بالذكريات الحافلة بالكثير
اخبرتك اني سأكتب
سأكتب لأحيل ذاك الصمت الى كلمات
سأكتب لأخرج ذاك الذي يخالج القلوب يحتضنها ويعتصرها دوما
ساكتب لانني ادرك انني احيا عندما اكتب
لازالت اتساءل الم يكن ثمة متسع لكي تلقي ذاك الوداع بدون اي امتعاض؟
كرهته كما كرهت كل وداع
في النهاية كلنا مجبرين دوما على الوداع بامتعاض وامنيات بمستقبل افضل
وماذا بعد ؟
ألم يجل بخاطرك يوما كيف كت اعاني بصمت تلفه الوحشة من تلك الوحدة
تلك الوحدة التي فرضتها علي انتِ وهم
بضعه اشهر فقط تستطيع شراييني تحمل مساحة من الوحدة
خريف يليه شتاء ولاتزال الايام هي الايام رمادية ملأى بالوحدة وحفنة ذكريات
لاعليكِ فالصيف يأتي سريعا محملا كعادته بكل جديد
لن تشعري ابدا برمادية تلك الفصول
فقط كنا مجبرين في نهايتة على القاء ذاك الوداع
واغلاق تلك الصفحة المتجرعة بالصمت
لأجبر بعدها على انتزاع نفسي من ارض قد عمرت بها
فهكذا هو حالنا رحيل دائما
لملمة سريعة لشتات ايامي
لم يعد يسعها صندوق صغير كما ظننت
بعض الأشياء قد تعكس الظنون ..!
ربما من الجيد أنها قد تبعثرت حيث لاتصل إليها يداي بعد الآن
ولكن هل يُمحي ما بالذاكرة يوما ؟
أتعـــرفين ..؟
كنت حزينة لانه كان من السهل لديكِ إغلاق صفحة عمر بسهولة تامة
حزينة فكل تلك اللحظات والوعود لم ترى الشمس يوما
لقد كانت حبلى بالآمال والتطلعات
مشرقة كما كنت اتخيلها
ولكنها وئدت قبل أن ترى النور
تماثلت للشفاء منك مجددا كما تماثلت من قبل
فليس من الجيد دوما أن تأسر نفسك في الماضي وإلا لن ترى المستقبل ولا الحاضر