صبحٌ آخرُ من سبتمبرْ...
والعذراءُ بكف ِّالنورِ
ونورُ الصبح ِحنينٌ مُرْ
يأتي قبلَ غياب الأمس ِ..وينقب فوقَ فراري سقفا
يشرع نحو قراري سيفا
مثلُ الموتِ
ومثلُ الأرض تراوغُ رِجْلاً
مثلُ السهم ِالخائن ِغالكَ يومًا عينَ الظُهرْ
قد خانتني تلك اليمنى
تلك الرخوةُ...طول العمر ْ
يُربي مِلحي كلَّ صباح ٍ..صبحٌ آخرُ من سبتمبرْ
كيف َخسأت ِ بذور النارِ... أعامٌ آخرُ ...لا أتصوَّر
قومي
هُبِّي
كوني يا خائنةُ لساناً يُنطِقُ جوفَ الليل ِالأخرسْ
وارمي يا خائنةُ لهيبا يهتكُ صمتا فوقَ الأسطرْ
كنْ..فيكونُ..وليسَ بأكثرْ
كونى لهباً
كونى ذهباً
كونى يا خائنةُ المنجلَ يحصد عشبَ اليتمِ الأصفرْ
أقسمُ أنَّ عبوركَ فوقي يا سبتمبرُ
بعدَ المرة ِلن يتكررْ
مثلُ جليد ٍدام سنينَ بقمة رأسي
يسقط دمعي
يكتبُ
يعلنُ
أنَّي اليومَ سأولدُ حتماً..رغم غرورِكَ يا سبتمبرْ
خذها
يا من عشتُ أفتشُ فى معبده التائهِ عنِّي
خذها
خذني
لا تتركني
إن غيابكَ صبحا آخرَ من سبتمبرَ قدْ يقتلُنى
خذني
خذني
واغرس قلبكَ بين ضلوعي
واشعل نارا..ولتحرقني
(حبك ِ دامَ بقلبى نارا....) هذا حديثُك َ..هل تتذكّر ْ؟
كنتَ بذاكَ اليوم ِصغيرا
كنتُ صغيره
كنتَ كمنْ يمتلك العالم في عينينِ
وكنتُ الخجل الحابي خلف ضفيره
كان حديثا فيه كثيرٌ من أخطاءٍ ..لكنْ صمتي كان الخنجرْ
شقَّ الصدرَ
ورسم هروبي عبداً أبترْ
كمْ سبتمبرُ مروا..فروا..لا أتذكرْ
كل صباح منهم كان حبيبا
كان رحيلا لم يتأخرْ
أمضي..أمضي
حتى وإن لم يكن ِالوقتُ بصبح ٍآخرَ من سبتمبرْ
أُلقي الشمسَ بقاع الكونِ
وأسكنُ كوخا فيه تغافتْ سبعُ عجاف ٍ..مثلي تكبرْ
أرحلُ..أرحلْ
عند تخوم ِالليل الرابض فى عينيكَ أزورُ بكل رحيل ٍفجرا
أبحثُ بين خيوط ِاللحظة ِعن ميلاد ٍلا يتسنَّى
أطعنُ قلبي...ندماً أُقتلْ
أخلعُ عن كتفيَّ الشالَ وأكوي ظهري كى أتحررْ
كى أتطهرَّ
كى أتبرأَ َمن خاطئة ٍ..ظلتْ تبحثُ عن غفران ٍ
كلَّ صباح ٍ...في سبتمبرْ