تلوث الهواء قد يتسبب في جلطات الدم
--------------------------------------------------------------------------------
لم تعد خطورة التلوث بعوادم السيارات وأدخنة المصانع تقتصر فقط على الجهاز التنفسي وما تحدثه من أمراض مثل الربو وسرطانات الرئة، وإنما امتدت لتطال الجهاز الدوري وما تخلفه من مشكلات في عضلة القلب واحتمال تسببها بجلطات في الأوردة لا سيما في الدماغ والساقين.
والسبب حتى الآن لا يعود إلى تغيرات في مكونات الدم نفسها وإنما في سريان الدورة الدموية، ذلك ما أثبتته دراسة أميركية نشرت أمس الاثنين في دورية "أرشيفات الطب الباطني".
وقال الباحثون الذين أشرفوا على الدراسة إن تلوث الهواء المحمل بجسيمات صغيرة قد يسبب تجلط الدم في أوردة السيقان، وهي نفس الحالة التي يصفها المسافرون جوا باسم "أعراض الدرجة الاقتصادية" وأهم مظاهرها العجز عن الحركة أثناء الرحلة.
وقالوا إن دراستهم تحذر من مخاطر جديدة وشائعة لجلطات الدم وتعطي مبررا جديدا للدعوة لفرض معايير أشد ومواصلة الجهود التي تهدف لتقليل تأثير ملوثات الهواء بالمناطق الحضرية على صحة الافراد.
وخلصت الدكتورة أندريا باكاريلي بكلية الصحة العامة في جامعة هارفارد إلى وجود هذا الارتباط بعد دراسة 870 شخصا في إيطاليا أصيبوا بجلطات شديدة في الأوردة في المدة بين عامي 1995 و2005.
وبمقارنة هؤلاء الأشخاص مع 1210 آخرين يعيشون بنفس المنطقة ولكن لا يعانون من المشكلة، وجدوا أنه مع كل زيادة في الجسيمات عشرة ميكروغرامات لكل متر مربع زادت خطورة الإصابة بجلطة عميقة في الدم بنسبة 70%.
وأبرز ما أثبتته الدراسة أن دماء الأشخاص الذين تعرضوا للمستويات الأعلى للجسيمات كانت أسرع في التجلط عندما خضعت للاختبار المعملي.
وقد يحمل تلوث الهواء الناتج عن عوادم السيارات والمصانع جسيمات دقيقة من الكربون والنترات والمعادن ومواد أخرى ارتبطت على مدار سنوات بمجموعة متنوعة من المشاكل الصحية.
وبينما تعد أمراض الرئة مصدر قلق مبدئي فإن بحثا أجري حديثا أثبت أن تلوث الهواء قد يسبب أمراض القلب والجلطات الدماغية ربما لأنه يزيد من معدل تجلط الدم.
وحتى الآن لم يتم الربط بين تلوث الهواء بالجسيمات وبين جلطات الدم، ولا ترتبط الآلية التي تسبب مشكلات لبعض المسافرين جوا بالدم نفسه ولكن بضعف الدورة الدموية الناتج عن الجلوس في مكان واحد دون حركة لمدد طويلة.