ليست هذه "تعليمات" نوجهها "للشيخ" رابح سعدان الذي "شيبته" الكرة منذ أكثر من 30 سنة، لكنها نصائح من نبض الشارع الجزائري.. يرى أنه يتوجب عليه التخلص من عديد الأشياء "السلبية" التي ظلت تطبع علاقته بلاعبي "الخضر"، وإحداث تغييرات جذرية في حال رغب بتقديم المنتخب أداء مشرفا في المونديال وبلوغ الدور الثاني الأمنية التي يعلق عليها ملايين الجزائريين على رفاق زياني.
التخلص من العواطف "الجياشة"
أثبت رابح سعدان في كثير من المناسبات أنه رجل "ذو عواطف جياشة" ما جعله عاجزا، في كثير من الأحيان، على فرض الصرامة والهيبة داخل المنتخب بدليل عدم اتخاذ قرار الاستغناء على مراد مغني قبل بدء معسكر نورمبيرغ رغم علم الجميع أن حظوظ الأخير بالمشاركة بالمونديال كانت ضئيلة جدا بسبب الإصابة اللعينة ونقص المنافسة.
وإذا ما أراد سعدان فرض الانضباط داخل المنتخب يتوجب عليه التخلص من عواطفه الجياشة أولا وتجاوز "السياسة الاجتماعية رحيمة" تجاه لاعبي "الخضر" ليقول للمجتهد: أحسنت وللفاشل: فشلت.
"اقتلاع" منصوري
وتبدأ المهمة الرئيسية لسعدان بإحداث تغييرات في التشكيلة الأساسية من خلال اقتلاع عدد من اللاعبين يرى جميع الجزائريين باختلاف أعمارهم بأنهم لم يعودوا "رجال المرحلة".
ويأتي في طليعة المغضوب عليهم القائد يزيد منصوري الذي فشل فشلا ذريعا في أداء مهمته كلاعب وسط ارتكازي لكنه، مع ذلك، يظل لاعبا أساسيا وقائدا ما طرح علامات استفهام حول مصدر نجاحه في فرض نفسه لاعبا أساسيا في كل مرة حتى في المباريات الودية.
ويطالب الجزائريون سعدان باتخاذ قرار شجاع، لأول مرة في مشواره المهني، على حد تعبيرهم، من خلال "اقتلاع" اللاعب الذي فشل فشلا ذريعا في أداء مهمته كلاعب وسط إرتكاز وتعويضه بأحد اللاعبين الشباب الأقدر على خلافته على غرار حسان يبدة أو الوجه الجديد عدلان قديورة.
ويرى "أصحاب الطلب" أن اشتراك أحد هذا الثنائي مع مدحي لحسن بمهمة استرجاع الكرة وكسر هجمات المنافسين بالوسط الدفاعي سيمكن الخضر من امتصاص الضغط المفروض على الدفاع الجزائري الذي تحول، بسبب منصوري، حسب الكثيرين، إلى "شوارع" وأروقة "للفاتحين" من مهاجمي المنتخبات المنافسة!
ثلاثي الدفاع.. ضرورة
أثبت دفاع الخضر خلال التصفيات الأفريقية قوته وصلابته ما كان سدا منيعا أمام وصول المهاجمين لمنطقة الحارس قواوي ثم شاوشي.
ويعزو الكثيرون إلى اللحمة الموجود بين ثلاثي الدفاع المشكل من رفيق حليش وعنتر يحي ومجيد بوقرة.
ومنذ ابتعاد الثنائي الأخير بداعي الإصابات أصيب الدفاع بتهلهل كبير، وبات "مرحبا" بالمهاجمين على طريقته الخاصة خصوصا أن الوجه الجديد حبيب بلعيد لم يحقق الإجماع حوله!
ويرى الجزائريون أن استعادة الثلاثي المذكور في المباريات المقبلة كفيل بوضع حد للمهزلة التي يشهدها الدفاع شريطة أن يكون بجاهزية تامة واستعداد بدني كبير.
قديورة في الوسط
أبان الوجه الجديد للخضر عدلان قديورة في لقائه الأول ضد أيرلندا عن إمكانيات بدنية وفنية معتبرة، غير أن سوء توظيفه وتكليفه باللعب ظهيرا ايمن بغير منصبه المعتاد أعاق أداءه وحرية تحركه.
ويرى المتتبعون أن التوظيف الحسن للاعب من خلال إعادته إلى منصبه المعتاد بالوسط الدفاعي سيمكنه من تقديم مردود أفضل بالوسط الذي يشكو ضعفا كبيرا في ظل وجود يزيد منصوري.
غزال وجبور.. لا فائدة
ليس هناك من لاعبي "الخضر" من يتعرض للانتقاد بعد منصوري ويثير حفيظة الجزائريين مثل رأس الحربة عبدالقادر غزال الذي صام عن التهديف منذ نوفمبر الماضي وخلال 10 مباريات متتالية، في حين أصيب زميله في الهجوم رفيق جبور بـ"العدوى" وما عاد يسجل الأهداف هو الآخر.. ولذلك يتعين على سعدان عدم التعويل مرة أخرى على هذا الثنائي في الهجوم خصوصا غزال والبحث عن بدائل ممكنة في هذا الخط الذي أصيب بعقم كبير.
ويرى المتتبعون أن البدائل قد تتوفر في إشراك الثنائي النشط كريم مطمور والوجه الجديد رياض بودبوز الذي أبان عن موهبة كبيرة أمام أيرلندا رغم دخوله بديلا في المرحلة الثانية، ومن الممكن إشراك بودبوز بمكان مغني المصاب لتنشيط الوسط الهجومي.
صايفي.. أساسيا؟
بدوره لا يشكل المهاجم السابق لمولودية الجزائر رفيق صايفي إجماعا لدى الجزائريين الذين يطالبون المدرب بإبعاده كلية بسبب تقدمه في السن (35 سنة) وتفضيله اللعب الفردي، لكن في ظل العقم الذي يعانيه الهجوم، فإن بعضا من الأصوات، على غرار اللاعب الأسبق علي بن عربية، تطلب بإعادة إشراك اللاعب أساسيا على أمل أن تتسبب "تحركاته" في إرباك دفاع الخصم.
العودة إلى 3/5/2
بعد فشله في تطبيق خطة 4/4/2 في مباراة أيرلندا، سيجد سعدان نفسه مجبرا على العودة إلى خطته القديمة 3/5/2 التي سيلجأ فيها إلى تكثيف منطقة الوسط. وقد يكون الأمر مشروعا له خصوصا أنه سيواجه منتخبات تكمن قوتها في وسط ميدانها خصوصا المنتخب الإنجليزي بلاعبيه لامبارد وجيرارد.
بيد أن الخوف كل الخوف أن يعود سعدان بخطته الجديدة إلى أسلوبه الدفاعي "الممجوج" ما يحد من حركة الهجوم ويزيد من عقمه في وقت لا حل فيه "للخضر" سوى اللعب بعقلية الفوز مثلما دعا إليه تراباتوني مدرب المنتخب الأيرلندي